الوصول للحقائق بموضوعية ومنهجية

Spread the love

● الوصول للحقائق بموضوعية ومنهجية يتوقف على أسلوب التناول .. وأساليب التناول لقضايا الدين والسياسة والاقتصاد وكل مجالات الحياة تنقسم إلى أسلوبين اثنين أساسيين ..

● الأول : هو أسلوب التناول الدعائي العاطفي ، وأسلوب التناول المنهجي .. أسلوب التناول الدعائي العاطفي ينقسم بدوره إلى أسلوب دعائي دعوي مؤيد ومناصر .. واسلوب دعائي عدائي كيدي ..

– الأسلوب الدعائي والدعوي والمناصر الهدف منه هو ابراز جانب معين من جوانب الدين أو السياسة أو أي مجال آخر تدعو الحاجة إليه في هذا الوقت أو ما يمكن أن نسميه واجب الوقت أو قضية العصر بغرض اثارة الحماسة وتحفيز الناس على القيام به .. ولكنه يجب أن يكون مؤقتا بطبيعته وإلا حدث انحراف في المنهج وفي النظرة الموضوعية … ويصبح بمثابة نظارة ملونة بلون معين يرى بها الإنسان كل شىء بذات ألوان العدسة التي يرتديها ..

● فهناك من يضع نظارة الجهاد المسلح فيرى كل أجزاء الدين جهادا مسلحا بل ويقوم بتفسير وتوظيف كل أجزاء الدين بما يخدم فريضة الجهاد .. فتتحول أصول الدين إلى فروع تابعه للجهاد ويتحول الدين في نظره إلى منظمة سياسية ، وهذا ماوقعت فيه جماعات الإسلام السياسي على اختلاف درجاتها حتى تحول البعض إلى كائنات جهادية منفصلة عن أصول الدين بل إلى كائنات عدمية جعلت من تفجير نفسها في أي أهداف تقابلها بمثابة الطريق إلى إقامة الدين ..

● وهناك من يضع نظارة التسامح فيرى ويوظف ويفسر كل أجزاء الدين إلى فضيلة التسامح فيتحول الدين في نظره إلى ديانة روحية لاشأن لها بشؤون الحياة .. وهو ما تقع فيه منظمات إسلامية أو أقلام علمانية أو نفوس خانعة ترفع شعار من ضربك على خدك الأيسر فأدر له الأيمن .. من أمثال السلفية المدخلية .. وهكذا ..

● أما القسم الثاني من الأساليب الدعائية التي صبغت حياتنا الفكرية والثقافية فهو الأساليب العدائية التي تعتمد على اختزال الدين أو السياسة أو الكتب أو التراث أو العلماء أو الأشخاص في مجموعة من الشبهات والتفاسير المنحرفة أو اتباع المتشابه ابتاغ الفتنة وابتغاء تأويله على الوجه الذي يخالف منهج الدين أو المذهب أو الأشخاص أو الكتب أو …. فهو يعتمد على منهج الاصطياد أو النبش لاستخراج الزلات والهفوات والتشنيع بها لهدم الدين أو السياسة أو المذهب من أوله إلا آخره ولايجد له فضيلة واحدة ..

● أما الأسلوب المنهجي الذي نفتقده كثيرا في الحكم على الأشياء فيلزمه وضع خرائط ذهنية تحيط بكل أجزاء المنظومة سواء أكانت دينا أم مذهبا أو حكما سياسيا أم كتابا أم عالما أم قائدا … إلى آخره .

وانتشار الأساليب الدعائية بقسميها وغياب الأساليب المنهجية في التناول هو من أهم أسباب الفوضى الدينية والسياسية والفكرية والثقافية وانتشار السطحية في التناول وما يلازمها من سب وقذف وسوء أدب .

● الفكرة الأساسية مستفادة من كتاب حكمة الدين للمفكر الهندي وحيد الدين خان رحمه الله

Related posts

Leave a Comment