صوت المرأة ليس عورة
كان شاب قريبا مني يتميز من الغيظ ، ونحن تستمع إلى بحث تلقيه إحدى السيدات. قلت له : ما بك ؟ هل في الكلام خطأ ؟ فرد على عجل : أنقر هذا ؟؟ أليس صوت المرأة عورة ؟ فأجبت في برود : هذا كذب لا أصل له في دين الله .
اسمع حكم الإسلام من كتاب الله ، يقول الله لأمهات المؤمنين إذا حدثن أحدا : … لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ، فهل يصمتن فلا ينبسن ببنت شفة لأن الصوت صورة كلاً : وقلن قولا معروفا ، أي ليكن الكلام طبيعيا ليست به نغمة مريبة ولا لحن مثيرا.
وعندما جاءت المؤمنات مهاجرات من مكة بعد عهد الحديبية عقد لمن امتحان شقوى لتعرف أحوالهن ، هل من فارات بدينين حقا ؟ أم لهن مآرب أخرى ، فإذا تبين من النقاش إيمانين قبلن في المجتمع الإسلامي : فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار، ولم يدر بخلد أحد أن صوت المرأة عورة ؟ .
وعندما جاءت المجادلة تشرح لرسول الله صلى الله عليه وسلم قضيتها ، وتراجعه في الحكم
لم يقل لها اسكني إن صوتك عورة ?
وعندما جاءت بنت شعيب – التى صارت زوجة لموسى فيا بعد تقول له : وإن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ، لم يقل لها موسى كيف تتحدثين معي هكذا وصوت المرأة عورة ؟
وعندما دخلت ملكة سبأ قصر سلمان ، وأراها العرش الذي استحضره من اليمن إلى القدس وسألها : أهكذا عرشك قالت كأنه هو قال المفسرون : عرف من إجابتها ذكاءها لأنها مع إحساسها بأنه عرشها استبعدت أن يطير آلاف الأميال لتلقاه هنا ! ولم يقل عالم ولا جاهل : إن صوتها عورة .
وعندما خرجت زينب بنت رسول الله على المسلمين في المسجد وأعلنت أنها أجارت زوجها الذي أسره المسلمون فى بدر ، استمع الناس إلى الصوت الراجي المحزون . وقال الرسول الكريم في رقة : لم نتفق على هذا وإن شئتم رددتم إليها زوجها ولم يقل أحد : إن صوتها عورة .
إنني أكره من أعماق فؤادى علاقة المرأة بالرجل فى الحضارة المادية التي أقامها الغرب – الصليبي والشيوعي – بيد أن هذه الحضارة سوف تبقى بأرجاسها وأدرانها مابقى المتحدثون عن الإسلام يقدمونه بهذا الجهل والعمى ! .
إن صوت المرأة ليس عورة ، العورة هى فى هذا التفكير الذي لاسناد له ، والذي يصرخ به شباب جهول ، باسم الإسلام المظلوم .