العلمانيون والإسلام
من كتاب الحق المر للشيخ محمد الغزالي
كتب الدكتور : لويس عوض » يصف العلمانية بأنها الحرية العقلية واستقلال الشخصية ، واحترام حقوق الإنسان ، والشعب ، والتمشى مع منطق الحضارة … الخ .. قلت على عجل : إذا كانت هذه هى العلمانية فكلنا علمانيون !
وتذكرت في خداع العناوين قول القائل : إن كان رفضا حب آل محمد ! فليشهد الثقلان أني رافضي .. ! إن الدكتور لويس من قادة الفكر الغربي المهاجم على أمتنا بضراوة ، وهو فكر يتجاوز تراثنا كله ويهيل عليه التراب ويحل محله فكرا آخر يعادى عقائدنا وشرائعنا وتقاليدنا وأهدافنا خصوصا ما يمت منها إلى الإسلام.
وقد أصدر الدكتور أحكاما غريبة تتسق مع هذا الفكر الغازي الحقود . فالمعلم يعقوب حنا عنده زعيم قومی محترم، وهو رجل خان مصر وانضم إلى فرنسا في حملتها الشهيرة ، وألف فرقة من قومه تساند الفرنسيين فى الوقت الذي اقتحموا فيه الأزهر وربطوا خيلهم بأعمدته ! . .. هذا الخائن الخسيس زعيم كبير، أما الثائر العقلاني الذي لم ينقطع له صراخ طول حياته لتأليب المسلمين على الاستعمار ، فهو جاسوس جدير بالنبذ والإهمال .
إن العلمانية كما ترى – كره أعمى للإسلام ورجاله حب أعمى لمن يخونون قضاياه ويظاهرون خصومه وتوفيق الحكيم علمانى عظيم لماذا ؟ لأنه فى العهد الناصرى أدركته غيبوبة عميقة فلم يقل كلمة فى مأتم الحرية والشرف ومذابح الإيمان والكرامات التي روعت مصر كلها ومرغت الوادى المرهق فى العذاب الهون . فلما صحا من إغماءته وكتب عودة الوعى كتبه بعد ما وثق حباله بتل أبيب وسائر العواصم التي تقول : خلقت إسرائيل لتبقى .. ! أما المسجد الأقصى الأسير فمستقبله لا يعنى العلمانية في قليل ولا كثير ! .
إن العلمانيين متخصصون في ضرب الإسلام وحده . وقضايا أمته المهيضة الأجنحة . ومن أغرب ما قرأت محاولة إلحاق العقاد بركب العلمانية ! والعقاد مؤلف العبقريات التي أضاءت التاريخ الإسلامى وجلت الآفاق التي يتألق فيها رجاله . وهو الذي ألف للمؤتمر الإسلامي ……. 0« حقائق الإسلام وأباطيل خصومه »وداس أفكار الملاحدة الحمر وغير الحمر بفيضه الفكري الدافق . إنه الرجل الذى لم ينحن يوما لصاحب سلطة على حين رأينا العلمانيين يكثرون عند الطمع ويقلون عند الفزع وتسمع لأقلامهم زحاما منكرا كلما أراد الاستعمار الثقافي زحزحة أمتنا عن معالمها . وشدها بعيدا عن محاور الوحى وتكاليف الإسلام ! .