أما الجانب الخارجي من الدين فالمراد منه : الأعمال المتعلقة بالأعضاء والجوارح ، التي يؤديها المؤمن في العالم الخارجي .
وقد اصطلح العلماء لبيان هذين الجانبيين بأن قالوا إن الأعمال الإسلامية قسمان : أعمال روحية وأخرى بدنية .
إذن .. ماهي العلاقة بين هذين الجانبيين . أو التوأمين من الأعمال الإسلامية ؟
إنه سؤال جد هام وحيوي والحياة الإسلامية تتوقف على معرفة كلا الجانبين معرفة دقيقة . وبسبب الحقب الطويلة التي مرت بالمسلمين بين مد وجزر وحكم واستعباد قد وقعنا في افراط وتفريط في نظرتنا تجاه الدين . فبعض الناس يعطون الأهمية للجانب الروحي من الإسلام . بينما البعض الآخر يميل إلى جانبه الخارجي .
إن الميل إلى وجهة النظر الأولى يذهب بأصحابه إلى تصور ديني حيث لايميز الإسلام شىء عن الأديان الروحانية الأخرى .
وعلى النقيض من ذلك تطرف البعض الآخر فأعدوا في تفسيرهم خريطة سياسية ، حتى يبدو للإنسان أن الإسلام نظام سياسي مثل سائر النظم السياسية الأخرى .
وفي هذه الحالة من الإفراط والتفريط في تصور الجانبين – الروحي والسياسي – من الإسلام يجب علينا أن نبحث عن التفسير الصحيح والمتزن للدين حتى لانقع في محظور هو تحريف الدين ، وحتى يحتفظ الإسلام بجوهره وأصالته ، وهذا الكتاب ( حكمة الدين ) محاولة متواضعة للإسهام نحو هذه الغاية . والله هو الموفق .