عدم تدوين خطب الجمعة يرجع الى عدة أسباب ..
الأول : أن الانصات لخطبة الجمعة واجب ، و ليس مناسبا فيها الكتابة ..
والثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يشأ ان يكتب كتابا منافسا للكتاب .. وليس لاحد ان يقترح على الله ورسوله أن تحفظ السنة بنفس طريقة حفظ الكتاب .. أو أن يجمع الخطب كما يجمع القرآن الكريم .. فالسنة ليست منافسة لكتاب الله وانما شارحة لبعض آياته .. والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده كانوا حريصين على أن يكون هناك كتاب مع مع كتاب الله له نفس الطبيعة وذلك لاختلاف طبيعة الكتاب الكريم عن طبيعة السنة المطهرة.
والثالث : ان خطبة الجمعة كانت عبارة في معظمها عن قران كريم .. يتخللها بعض المواعظ المكررة والتي نقلت في كتب الحديث متفرقة ..
الرابع : أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم واقوال الصحابة كلها تحت السيطرة .. وكلها خضع للنقد الدقيق بلا مجاملة .. فالتراث الاسلامي هو ميراث النبوة وعلم الصحابة .. وقد حفظه الله بالشكل والطريقة المثلى التي تتناسب مع طبيعته ووظيفته ..
الخامس : ولا يمكن اطلاقا الظن ان الله عزوجل قد أخر البيان وأخفى حقيقة الدين أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان حتى يأتي اليوم من يصحح ويتمم امر دينها ..
وأخيرا : ليس من المنطق ولا العقل ولا الدين ان ينفي البعض عن الرسول صلى الله عليه وسلم بيان الأحكام ، وشرح صحيح الاسلام .. ثم يأتي اليوم من يمنح نفسه هذا الحق .